كلمة رئيس القسم

أُسِسَ قسم اللغة العربية مع تأسيس كلية تربية الحمدانية عام 2011 بعد إحداث تفجير حافلة طلبة قره قوش، وبدأ تشكيلا فتياً صغيرا، بمرحلة واحدة، ثم ما لبث أن توسع وازداد أعداد طلبته ليبلغ 180 طالبا عام 2014، وفي الوقت الذي كانت فيه العمادة ورئاسات الأقسام تتأهب للاحتفال بتخرج الدفعة الأولى من طلبتها، باغتتنا عاصفة هوجاء ذهبت بالحلم ، وانقلب الاحتفال بالتخرج الى حزن وأسى رافقته حركة نزوح وتهجير قسري لسكان سهل نينوى، وكان الطلبة الضحية الأكبر، فتوقف نبض الحياة، وسقطت المدينة الهادئة، وتلاشت الأحلام والآمال. لكن الأمل بالله وبالأخيار لم ينقطع، فبدأت العمادة ورؤساء الأقسام بالتحرك ومناشدة الخيِّرين لاستئناف الدوام ، وبعد جهد جهيد مَّن الله علينا بالفتح، واستطعنا استئناف الدوام من جديد في مواقع بديلة، فكان قرار الوزارة باستحداث جامعة الحمدانية، فأصبحنا مؤسسة تعليمية تضاف إلى الجامعات العراقية، ،، وكان الهدف الأول هو تحقيق حلم طلبتنا المؤجَّل ، وبالفعل تم إتمام امتحانات طلبتنا وتخرجهم مع نهاية عام 2015 ولله الحمد.
عام 2016 كان عام الامتياز العلمي الحقيقي، وعام العراق الموحَّـد، إذ فتحَ القسم ذراعيه لجميع طلبة المحافظات الساخنة وضرب مثالا رائعا للتآخي والوحدة والوطنية الشاملة، إذ استضاف القسم أكثر من 60 طالبا وطالبة من جامعات الموصل، ونينوى، وتكريت، وسامراء والانبار،وامتزجت الروح العراقية في كل قاعة من قاعات الدرس بجسد واحد، هو الإنسان العراقي بأصالته وحضارته وعراقته،فكان عام العراق، والإبداع والتميز.
وما زال القسم ماضيا في تحقيق رسالته الوطنية والعلمية والتاريخية، وهو إذ لا يزال يحقق أمانيه فإنّه يرنو إلى الديار، ويتمنى من العلي القدير أن يكون عام 2019 عام العطاء المثمر بعد أن منَّ الله علينا بالأمن والاستقرار. وأخيرا فإنَّ المؤسسات التعليمية لا يمكن لها أن تنهض إلا إذا استندت دعائمها إلى أسس علمية صحيحة ورصينة ، وهذا يتطلب أن تكون لها رؤية علمية واضحة، ورسالة تربوية مميزة، وأهداف تعليمية قيِّمة، وهذا ما سنوجزه في الصفحة اللاحقة.

الاستاذ المساعد الدكتور خليل شكري هياس

رئيس قسم اللغة العربية